وزير الخارجية البريطاني: السودان يواجه أسوأ كارثة إنسانية في العالم
وزير الخارجية البريطاني: السودان يواجه أسوأ كارثة إنسانية في العالم
وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، الاثنين، الوضع الإنساني في السودان بأنه "أسوأ كارثة إنسانية في العالم"، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر حول الحوكمة والتنمية في إفريقيا، عُقد بمدينة مراكش المغربية.
جاء تصريح لامي ردًا على سؤال طرحه رجل الأعمال السوداني البريطاني محمد إبراهيم، خلال فعاليات المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة مو إبراهيم، والذي انطلق يوم الأحد ويُعنى بقضايا الحكم الرشيد والاستقرار في القارة الإفريقية، وفق وكالة "فرانس برس".
وأكد لامي، أن الأزمة في السودان "مقلقة للغاية"، مشيرًا إلى ضعف التغطية الإعلامية والتفاعل الدولي مع حجم المعاناة التي يعيشها السودانيون منذ أكثر من عام.
نزاع ونزوح جماعي
شهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 اندلاع حرب شرسة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، على خلفية صراع سياسي وعسكري متفاقم منذ انقلاب عام 2021، والذي أطاح بالحكومة الانتقالية التي تشكلت بعد الثورة الشعبية عام 2019.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف، وأدت إلى تشريد نحو 13 مليون شخص داخل وخارج البلاد، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، كما أدخلت مناطق واسعة في السودان -خصوصًا إقليم دارفور والخرطوم- في حالة مجاعة، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية والبنى التحتية.
ونبّهت وكالات الإغاثة إلى أن السودان يشهد "أكبر أزمة نزوح على وجه الأرض"، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن أكثر من نصف سكان البلاد بحاجة ماسة للمساعدات.
تسليط الضوء الدولي
انتقد لامي ما وصفه بـ"الغموض الدولي" إزاء ما يجري في السودان، وقال: "هناك بالتأكيد نقص في تسليط الأضواء على هذه الأزمة، سواء على الصعيد العالمي أو في جزء كبير من العالم الغربي".
وأعلن وزير الخارجية البريطاني أنه عازم على توظيف موقعه الدبلوماسي "لجذب انتباه المجتمع الدولي إلى حجم الكارثة"، مضيفًا أنه جعل من السودان أولوية في جدول أعماله منذ تسلّمه المنصب.
ورغم حجم الكارثة الإنسانية في السودان، لا تزال الاستجابة الدولية متواضعة، سواء على صعيد المساعدات أو المساعي الدبلوماسية.
معاناة الشعب السوداني
أعربت منظمات حقوقية وإنسانية عن قلقها من صمت الدول الكبرى، وتراجع اهتمام وسائل الإعلام الغربية بمعاناة الشعب السوداني، خصوصًا في ظل تصاعد الانتهاكات التي ترتكبها أطراف النزاع.
وتواجه جهود الوساطة بين الأطراف المتصارعة صعوبات كبيرة، خاصة بعد انهيار عدة مفاوضات جرت بوساطة إقليمية ودولية، ما زاد من تعقيد الأزمة الإنسانية والسياسية.